العمل التطوعي طريقنا إلى الجنة

 كثيرة هيا الأعمال التي توصلنا إلى محبة الله

لا عدد لها ولا حصر , وهناك طرق غفل عنها البعض , وعرف قيمتها البعض

منها العمل التطوعي
من بين ألاف الشباب منهم الاهي في دنياه من قد ضل عن طريق الجنة وأختار حياة الشقاء
يوجد ولله الحمد من شبابنا من قد عرف ربه وأتبع طريقه
وأختار حياة الأنس واللذة بطاعة الله والإحساس بالقرب منه فأتبعوا كل الطرق والسبل فقط للوصول إلى غاية يطلبها الجميع
وياسعد من يتوصل إليها ألا وهي " محبة الله والوصول لرضاه والجنة "
تعاونوا على البر والتقوى , سهروا اليالي , وتحملوا عناء السفر والبعد عن الوطن والأهلون أحيانا أخرى
طوعوا أنفسهم لخدمة الإسلام ولنشر قيمه ومبادئه
نشروا المحبة والتسامح بين أفراد المجتمع
تجدهم دائما في كل ما هو صعب " فهم أبطال المهمات الصعبة "
تجدهم هنا وهناك لا يتعبون ولا يسأمون
فقد وجدوا السعادة الحقيقية في خدمة دينهم ......
سنحاول إن شاء الله في حكايتنا التي نسجها الأمل وتغلغل في أحشائها أن نتتبع ونتعرف بتعمق اكثرعن العمل التطوعي:

وسنبدأ بمفهوم العمل التطوعي :
هو كل جهد بدني أو فكري أو عقلي أو قلبي يأتي به الإنسان أو يتركه تطوعاً دون أن يكون ملزماً به لا من جهة المشرع ولا من غيره.

مثال ذلك: كتابة العقود، وتغسيل الموتى، إماطة الأذى عن الطريق، إعانة الرجل على دابته ورفع متاعه عليها، أن تعين ضائعاً، إنقاذ الغرقى والحرقى، إعانة في مهم كالعرس وسفر، كف أذاك عن الناس.

مشروعية الأعمال التطوعية ومكانتها في الإسلام
أولاً: العمل التطوعي في القرآن:
(
أ ) قال الله تعالى:
"
لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " سورة النساء آية 114

فالأمر هنا: عمل تطوعي بدني سواء كان أمراً بصدقة أو أمراً بمعروف والسعي بالإصلاح بين الناس: عمل تطوعي بدني.

(
ب) قال تعالى:
"
ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " سورة البقرة آية 282

فهنا ترغيب للكاتب أن يتطوع بكتابته ولا يمتنع إذا طلب منه، فالكتابة من نعم الله على العباد التي لا تستقيم أمورهم الدينية ولا الدنيوية إلا بها وأن من علمه الله الكتابة فقد تفضل الله عليه بفضل عظيم، فمن تمام شكره لنعمة الله تعالى أن يقضى بكتابته حاجات العباد ولا يمتنع من الكتابة.

و ) ولا شك أن العمل التطوعي الذي فيه نفع الناس والإحسان إليهم بما هو جائز في شرعنا من العمل الصالح ويدخل في عموم العمل الصالح المثاب عليه والممدوح في مثل قول الله تعالى:

"
والتين والزيتون. وطور سنين. وهذا البلد الأمين. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون. فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين "

وفي مثل قوله تعالى: " والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "
ومهما دق ذلك العمل فإنه مثاب عليه إذا كان خالصاً صوابا

ثانياً: العمل التطوعي في السنة النبوية:
(
أ ) عدد مفاصل الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً ويستحب له أن يؤدي شكر نعمة كل مفصل من هذه المفاصل كل يوم بصوره من صور العمل المبارك التالية ( والتي أكثرها أعمال تطوعية )

في مسند الإمام أحمد:
إن سلامك على عباد الله صدقة ، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة وإن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة

وفي صحيح مسلم: من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: كتاب الزكاة} إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله ]9[ وعزل حجراً عن طريق الناس ، ]10[ أو شوكة ، ]11[ أو عظماً عن طريق الناس وأمر بمعروف ونهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشى يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار {

والسُّلامى: بضم المهملة وتخفيف اللام مع القصر أي مفصل، أصله عظام الأصابع وسائر الكف ثم استعمل في جميع عظام البدن

(
د ) محبة النبي صلى الله عليه وسلم البالغة لأهل الأعمال التطوعية وعنايته بهم ، وتفقده لهم .
روى البخاري ومسلم وابن ماجه بإسناد صحيح واللفظ له :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له : إنها ماتت فقال : " فهلا أذنتموني فأتي قبرها فصلى عليها "

(
ه ) وأعمال القربات كلها أعمال تطوعية لا يجوز أخذ الأجرة عليها ، وإنما يعطي ولي أمر المسلمين للقائم عليها رزقاً من بيت المال :
قال صلى الله عليه وسلم : }من أذن سبع سنين محتسباً ( أي متطوعاً ) كتب له براءة من النار{

(
و ) وأنه من أسباب إعانة الله للعبد أن يكون في عون أخيه والجزاء من جنس العمل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه {
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد

(
ز ) إعانة ذوي الاحتياجات الخاصة من أفضل الأعمال وكف الشر عن الناس درجة عليا من درجات العمل التطوعي .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله . قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً . قال قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق قال : قلت يا رسول الله إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك " رواه مسلم كتاب الإيمان

وعند البخاري " تعين ضائعاً أو تصنع لأخرق "
والأخرق من لا صنعة له

وكان أبن عباس رضي الله عنهما يقول ( لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلى من حجه ولطبق بدرهم أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلى من دينار أنفقه في سبيل الله )

الحافز على العمل التطوعي في الإسلام
يمكن أن نستخلص الحوافز والمثيرات ونلخصها في المعددات التالية :
أولاً : وعد الله تبارك وتعالى أهل الإيمان المتطوعين بأعمال الإحسان المسارعين بجنة عرضها السموات والأرض
حيث قال الإله الحق المبين : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .

ثانياً : وصفهم الله من خلال النص السابق بأنهم أهل الإحسان والتقوى .

ثالثاً : وبشرهم تعالى من خلال النص السابق أنه يحبهم " والله يحب المحسنين "

رابعاً : جاءت الشريعة الإسلامية أن كلام الناس وأحاديثهم ومحاوراتهم في مجالسهم ومنتدياتهم ومنابرهم لا خير في كثير منه إلا ما كان مداره على الحديث في نفع الناس وإصلاح ذات بينهم . قال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " .

خامساً : وعد الله من تطوع بذلك مبتغياً به وجه الله وطالباً رضاه بالأجر العظيم والعطاء الكثير الجزيل الواسع والجزاء المضاعف أضعافاً كثيرة . قال تعالى: " ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما "

سادساً : أن العمل التطوعي عبادة عظمى اسمها الشكر لنعم الله على عبده من صحة وعافية وحواس سليمة وبدن معافى والإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر ، والشكر الحقيقي هو ما اجتمع فيه قول اللسان وعمل الجوارح بكفها عن معصية الله وبذلها في طاعته قال تعالى : " اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور "
وقال تعالى : " ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله "
وقال صلى الله عليه وسلم : } كل سلامى من الناس عليه صدقة{

قد يوجد في مجتمعاتنا من شبابنا من به الخير الكثير
ويطمح في المساعدة وبذل الخير
ولكن قد تواجهه بعض المعوقات التي تمنعه من الخوض في مجال العمل التطوعي
التي قد تكون إما تتعلق بشخصية الفرد أو بطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه ذلك الفرد .
منها الحواجز النفسية المانعة من التطوع :

1-
الخجل ( الرهاب الاجتماعي ) .
2-
احتقار الذات ( الاعتقاد بعدم وجود مهارة ) .
3-
انعدام أو ضعف الدافع الذاتي.
4-
عدم إدراك أهمية العمل التطوعي وآثاره الإيجابية.
5-
الخوف من المستقبل ( انخفاض الدخل والانشغال بتأمين دخل إضافي ).
6-
الخوف من الفشل.
7-
الخوف من تحمل المسئولية.
8-
ضعف أو انخفاض الشعور بالانتماء للمجتمع.
9-
الأنانية المفرطة ( التطوع ينمي مبدأ تفضيل روح الجماعة على المصلحة الفردية ).
10-
عدم الشعور بالمسئولية عن الغير.
11-
عدم الثقة بالمؤسسة الخيرية
12-
تعارض العمل التطوعي مع المفاهيم الثقافية والاجتماعية للمتطوع.
13-
النظرة الاجتماعية للتطوع.
14-
انعدام القدوات .

وهناك وسائل لتحفيز وتنمية الانتماء للعمل التطوعي نذكر منها :
1-
تكليف المتطوع بأعمال تتفق وامكاناته وقدراته .
2-
تعريف المتطوع بالفوائد التي سيحققها من عمله التطوعي ( راحة نفسية ، استثمار مواهبه ، القدرة على التعامل مع الآخرين ، استمتاع ، توسيع مداركه ، صداقات جديدة )
3-
صرف مكافآت مالية كحوافز للمتطوعين ( العاطلين عن العمل ، محدودي الدخل ) خاصة وأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية تحول دون انخراط الشباب في الأعمال التطوعية .
4-
إيجاد حوافز وظيفية للمتطوعين من موظفي الدولة ( تعويض الإجازة ، العلاوة السنوية ، الترقية ، الخدمة ) .
5-
إيجاد حوافز إيمانية من خلال تعريف المتطوع بالأجر المترتب على عمله التطوعي .
6-
مراعاة رغبات المتطوع وظروفه الخاصة في تحديد وقت وزمن التطوع .
7-
إبراز التجارب التطوعية المميزة في العديد من المؤسسات الخيرية .
8-
التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين الأمر الذي يساهم في زيادة الإقبال على المشاركة في هذه البرامج ,
9-
الاعتراف الدائم بإنجازات المتطوع وعطاءاته من خلال خطابات الشكر والتقدير ، والثناء المباشر في المناسبات العامة .
10-
وضوح الواجبات والمسئوليات المطلوبة من المتطوع .
11-
المساندة والإرشاد والتوجيه للمتطوع أثناء عمله .
12-
أشعار المتطوع بثقة المؤسسة به .
13-
تكليف المتطوع بالأعمال التي تتلاءم مع المفاهيم الثقافية والاجتماعية السائدة في بيئته .

 

.