أساليب و طرق جذب الطلاب للأنشطة المدرسية

أساليب و طرق جذب الطلاب للأنشطة المدرسية

تمت الإضافة بتاريخ : 15/02/2010م

الموافق : 1/03/1431 هـ

أهداف الموضوع:

- إعطاء صورة عن السلبيات و الانتقادات الموجهة أو التي قد تنسب للأنشطة المدرسية .

- التعرف على مهام و دور رائد النشاط الطلابي أو المسئول عن الأنشطة المدرسية تجاه السلبيات و الانتقادات.

- التعرف على وسائل و طرق إقناع الشباب للانخراط في الأنشطة الطلابية والاستمرار في مزاولتها.

مقدمة:

إن تعريف النشاط في اللغة يأتي من نشط و الذي يعني ضد الكسل فيكون ذلك في الإنسان والدابة؛

ويقول يعقوب الليث: نشط الإنسان ينشط نشاطاً فهو نشيط طيب النفس للعمل

و في حديث عباده: بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنشط و المكره،

والمنشط مفعل من النشاط و هو الأمر الذي تنشط له وتخف إليه وتؤثر فعله وهو مصدر بمعنى النشاط (أبن منظور ، ج 7 ، ص 413).

ويعرف مجمع اللغة العربية النشاط بأنه ممارسة صادقة لعمل من الأعمال (مجمع اللغة العربية، ج2).

يعرف النشاط الطلابي تربوياً : بأنه مجموعة من البرامج و الخبرات التربوية الهادفة التي يمارسها الطالب داخل المدرسة وخارجها وفق خطط محددة تتكامل مع مقررات التحصيل الدراسي في تشكيل المنهج التربوي الذي يساعد على بناء شخصية الطالب المتزنة والمتوازنة في جميع جوانبها " الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية … الخ " تحت إشراف متخصص..

وعلى ذلك فإن من أهداف النشاط الطلابي:

- تعميق المبادئ و القيم الإسلامية في نفوس النشء لينشئوا مواطنين صالحين " عقيدة وفكراً و منهجاً و سلوكاً و تعاملاً و عملاً " لتحقيق التقدم و الرقي بالمجتمع في إطار تربوي سليم.

- تنمية قدرة الطالب على التفاعل مع المجتمع و البيئة التي يعيش فيها بما يحقق التكيف السليم و ذلك من خلال برامج النشاط المختلفة التي تقدم له.

- تعزيز الجوانب التربوية و التعليمية التي يمارسها الطالب نظرياً في المقررات المدرسية وترجمتها إلى أفعال و سلوك.

- تدريب الطالب على كيفية استثمار الفراغ بما يلبي حاجاته الروحية والاجتماعية والنفسية و ينُمي خبرته و يثُري ثقافته و ينشط قدراته الإبداعية.

- تعويد الطالب على الاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية و تنمية القيادة الرائدة والتبعية الواعية و احترام الآخرين و التعاون البناء.

- التوازن بين متطلبات النفس و حاجاتها الفكرية و الروحية و الجسمية والاجتماعية .

- إشراك جميع الطلاب فيما تقدمه المدرسة من برامج بما يحقق التفاعل المستمر بين الطالب والمدرسة و البيئة المحيطة و توظيف هذا التفاعل لتكريس الأهداف التربوية المتوخاه.

- خدمة المادة العلمية عن طريق ممارسة بعض التطبيقات العلمية لمفردات المقررات المدرسية.

والنشاط الطلابي يسعى إلى أن يلغي الكثير من الحواجز التي كانت قائمة في حياة الطلاب داخل المدرسة و خارجها و بالتالي يربط بين المدرسة و المجتمع من خلال العلاقات المتبادلة بينهما من حيث عمليتي التأثير و التأثر حتى يدرك كل فرد ماله و ما عليه تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.

وعلى ذلك فإن مشرف النشاط الطلابي بالمدرسة و الذي هو بمثابة المسؤول الأول عن النشاط بداخل المدرسة يسعى لإقناع أكبر عدد ممكن من الطلاب في المدرسة للانخراط في سلك النشاط و يسعى لإعطاء صورة جيدة عن النشاط وعما يهدف إليه هذا النشاط.

ونظرا لما قد يتبادر لذهن بعض الناس من صورة سلبية عن النشاط فإنه يلزم تحسين صورة الأنشطة وهذا هو أحد الأدوار التي تناط بمشرفي ومسؤولي النشاط .

ولتحسين صورة النشاط الطلابي فإنه يتطلب:

- معرفة ما قد يدور في المجتمع من انتقادات أو سلبيات.

- دور مشرف النشاط الطلابي تجاه الانتقادات و السلبيات.

- وسائل و طرق إقناع الطلاب نحو الأنشطة الطلابية.

الانتقادات و السلبيات الموجهة للنشاط الطلابي :

- إضاعة وقت المشاركين في النشاط ، وهذا يرجع إلى الضعف في تنفيذ بعض البرامج أو إلى ضعف المحتوى المعطى وعدم إلمام المنفذ بالمادة المقدمة.

- ظاهرة الفشل الدراسي وظاهرة الرسوب لدى بعض الطلاب المشاركين في الأنشطة ، حيث يظن البعض إن النشاط هو السبب الرئيسي في ذلك.

- وجود بعض العناصر الغير جيدة سلوكيا سواء من المسؤولين عن الأنشطة و مجالاتها والذين هم في الأصل معلمين أو طلاب .

- التشبث بالبرامج والأنشطة القديمة وعدم مواكبة تقدم العصر والتكنولوجيا.

- عدم وجود المنشات المناسبة لمزاولة كافة أنشطة وبرامج النشاط الطلابي.

- تباين وجهات النظر حول النشاط الطلابي و أهميته و هذه قضية بحد ذاتها تحتاج إلى تصدي من قبل كافة المسؤولين من مشرفي أوائل أنشطة و مشرفي النشاط بالمدرسة و كافة المعنيين بالأنشطة الطلابية.

- قلة المتفرغين للأنشطة الطلابية و الذي يحتاج إلى مجهود ووقت ودعم معنوي و مادي كبير.

ولذلك يتوجب على المهتمين بالأنشطة الطلابية كافة و رائد النشاط بالمدرسة بصفة خاصة تصفية الجو من الشوائب التي ليس للنشاط الطلابي المدرسي دور فيها ، و بهذا العمل سوف يجلب ويجني أكبر عدد ممكن من الطلاب ويكون مدعما لعملية الاستمرار في مزاولة أنشطتها.

دور مشرف النشاط الطلابي نحو السلبيات و الشوائب السابقة:

إن دور مشرف النشاط الطلابي أو المسئول عن الأنشطة هنا كبير فهو ليس مجرد إزالة الشوائب السابقة فقط ، بل له مهام أخرى ، فمن مهام رائد النشاط الطلابي أو المسئول في هذا الشأن ما يلي:

- العمل على إزالة تلك الشوائب التي تعيق تطور ونمو النشاط الطلابي.

- العمل على تحسين البرامج وتطويرها بما يتوافق مع التقدم التكنولوجي والحضاري.

- تنوع أسلوب الإقناع للطلاب نحو انخراطهم في الأنشطة المدرسية.

- الاهتمام بسلوكيات المشاركين في الأنشطة وتدعيم السلوك الجيد والعمل على إزالة جميع التصرفات الغير مناسبة.

- الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة تلفاز، إذاعة ، نشرات، لنشر فعاليات و برامج الأنشطة الطلابية المدرسية المتعددة.

- الاهتمام بالوقت وعدم إضاعته فيما ليس فيه فائدة ترجى، وذلك بتطبيق المنهج للمجالات المتعددة بشكل دقيق ؛ ودراسة البرنامج المراد تنفيذه قبل الشروع فيه.

- العمل على رسم الأهداف التربوية الصحيحة والاستراتيجيات البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى للبرامج والخطط المراد تنفيذها في الوزارة أو في المنطقة أو في المدرسة أو في المجال مع وضع جميع الاحتمالات الممكنة.

- العمل على مواكبة العصر والتقدم العلمي.

- المطالبة والمساهمة في إقامة المنشات الجيدة والمتميزة للنشاط الطلابي.

- العمل على تحضير وتجهيز الأدوات اللازمة للتدريب و الورش الخاصة لصقل مواهب و تنمية قدرات الطلاب.

- الاهتمام ببرامج وتنمية خدمة المجتمع وتقديم الخدمات العامة بأشكالها المختلفة مع تلمس ذلك في كل وقت.

- العمل على تقويم وتقييم أعمالنا وبرامجنا أولا بأول.

- حضور ودعوة بعض المسئولين في الدوائر الحكومية المختلفة لبعض المناسبات على المستوى المحلي بالمدرسة أو في المنطقة أو على المستوى الدولي.

- تحسين العلاقة فيما بين مشرف النشاط و الطلاب بالمدرسة وذلك من خلال احترام وجهات نظرهم ، وتقديرهم ، ومعاونتهم قدر الإمكان وحل مشاكلهم الدراسية وغيرها.

- تكوين القدوة الحسنة من قبل مشرف النشاط و هذا من شأنه كسب حب و احترام الطلاب وبالتالي يؤثر في ميولهم واتجاهاتهم نحو النشاط الطلابي.

- تحفيز الطلاب وتشجيعهم على التفوق الدراسي وتوضيح الهدف الأساسي من النشاط المدرسي للطلاب و أن ذلك الهدف لا يتعارض مع الهدف الرئيسي للدراسة بل كلاهما يكمل الآخر.

- إن تلك الأمور وغيرها من المتوقع أن يكون لها الأثر الأكبر في جذب الطلاب وانخراطهم في النشاط الطلابي و إبعادهم عن الملل والتكرار في البرامج لأن الفتى أو الشاب لا يحب التكرار بل يحب الاطلاع والتعرف على أشياء جديدة ومبتكرة مما يساعده على تنمية قدراته العقلية والجسمية والروحية.

- إن العبرة ليست بالكم بل بالنوعية والكيف وتحسين المستوى للمشاركين ، فعلى قدر استفادة الفتى والمجتمع من البرامج ومنفعتها لهما على قدر ما ينتج اقتناع أكثر للفتيان والشباب الآخرين الغير منظمين للأنشطة الطلابية، ويحصل كذلك التشجيع من المجتمع وأولياء الأمور لانضمام أبنائهم والدعم لها معنويا وماديا.

و سائل إقناع الطلاب للانخراط في الأنشطة الطلابية المدرسية:

ومن وسائل أو طرق إقناع أكبر عدد من الطلاب للانخراط في سلك النشاط الطلابي والاستمرار في مزاولة أنشطتها ما يلي:

- التفوق الدراسي:

أن الفتى في هذه المرحلة مقيد بأهله ( والديه و اخوته ) ويهمهم بالدرجة الأولى مستقبل ابنهم الدراسي ؛ فإذا ما فشل الطالب في ذلك فسوف يضعون لومهم على عاتق النشاط متناسين أي شيء أخر ، وما كانت الأنشطة إلا نشاطاً لا صفي وهي اختيارية وعلى ذلك فإن أي تشويه في أهداف الأنشطة الطلابية أو أي إساءة في ترجمة وسائل وبرامج الأنشطة فإنه سوف يؤدي إلى إحجام الآباء في إرسال أبنائهم للمشاركة في الأنشطة المدرسية وبالتالي سوف يتقلص عدد المشاركين وعندئذ يصعب ممارسة النشاط المدرسي بالصورة التي نرتضيها .

أن الأنشطة الطلابية كما نعلم هي أنشطة لا صفية وهي مجموعة من الخبرات التربوية الموجهة للطلاب وهي أنشطة تمارس داخل المدرسة أو خارجها تسعى لخدمة المشارك فهي تنمي قدراته العقلية والجسمية والروحية ، ويهمنا قدر المستطاع مستوى الطالب ، فكلما كان مستواه مرتفعا كلما استفادت الأنشطة الطلابية منه استفادة كبيرة وذلك من الناحية الإنتاجية الفكرية والتطبيقية لمزاولة النشاط الموضوع له ، وكلما كان الطالب ضعيفا في تحصيله الدراسي قل نشاط هذه المدرسة أو المجال وأضعفه .

فمن ذلك لا بد على مشرف النشاط الطلابي من الاهتمام بهذا الجانب ووضع خطط النشاط الطلابي بما يتلاءم مع مستوى وقدرة الطلاب وعدم تحميلهم فوق طاقاتهم كي لا يهملوا دروسهم التي من اجلها أتوا إلى المدرسة ، ويجب على المشرف حثهم على المذاكرة ومراقبتهم في ذلك عن طريق كشوف الدرجات وسؤال مدرسيهم الآخرين عن مستواهم ويمكن عمل دروس تقوية مجانا بواسطته أو بواسطة زملائه في التخصصات الأخرى .

- الرحلات والنزهات:

إن الطالب في هذه المرحلة المراحل الدراسية يحب الرحلات والنزهات الشبابية ، فهذه الوسيلة وسيلة إقناع بالمشاركة واستمرارية في مزاولة النشاط ، فمثلا تعمل رحلة عامة للطلاب بالمدرسة في بداية العام الدراسي ويعمل برنامج لهذه الرحلة بحيث يكون البرنامج جذابا ومثيرا محبب إلى النفس وبعد ذلك يعمل إعلان في نفس الرحلة عن تنظيم عدد من البرامج المثيرة و الممتعة و التي تغري رضا و غرور و ميول و رغبات الطلاب و من ثم يتم توزيع استمارات المشاركة وسوف يكون له مردود كبير على جلب عدد من الطلاب .

- عن طريق المغامرات والمعسكرات وألعاب المخاطرة:

الطالب يتشكل في حياته من خلال مروره بأطوار من التغيرات النفسية و الفسيولوجية ففي مرحلة المراهقة يميل إلى السلوك العدواني وحبه للمصارعة ( المضاربة ) وألعاب المخاطرة والمغامرات ، فعلى ذلك يمكن عمل بعض هذه الألعاب في نفس المدرسة عن طريق الطلاب السابقين بشرط عدم المجازفة كما يجب توفير وسائل السلامة .

- عن طريق الدعاية والإعلان ( وسائل الإعلام ):

وذلك مثل عرض بعض الأفلام الجيدة و المناسبة عن الأنشطة الطلابية ومجالاته والخدمات التي تقوم بها وحفلات السمر في المدرسة والرحلات وعن طريق الملصقات وكذلك عن طريق الإذاعة المدرسية والمجلات الحائطية وعن طريق مسابقات سؤال وجواب كل أسبوع وتطرح لعامة الطلاب .

- الحوافز المادية والمعنوية:

مثل تقديم الشكر للطلاب المشاركين ولكل عمل مثمر قد أدوه بنجاح ويكون هذا الشكر في موعده دون إبطاء ، كذلك تقديم الجوائز الرمزية تشجيعا لما قد قاموا بأدائه في هذا النشاط ويكون ذلك في حفل عام ليكون تكريم المشاركين أمام الجميع حتى يحفزهم للعمل في المستقبل ومن جانب أخر فالقيام بمثل هذه الحفلات التكريمية يشجع الطلاب للدخول في مجال الأنشطة المدرسية.

- عن طريق الخدمات العامة:

الخدمات العامة بالمدرسة أو في الحي أو عن طريق المشاركة في أسابيع الخدمة العامة ، فمثلا المشاركة في أسبوع النظافة يفتح باب المشاركة لعموم الطلاب وتكون المسئولية بيد أحد المجالات حيث أنها تقوم بعملية التنسيق وتوزيع العمل على المشاركين مما يعطي صورة طيبة تعكس ما يقوم به النشاط الطلابي من خدمات مفيدة للجميع وللتنظيم الرفيع الذي يساعد على إنجاز العمل بأحسن صورة.

- مشاركة المعلمين وأولياء الأمور في بعض المناسبات:

إن بعض المدرسين وللأسف الشديد لا يرغبون في الأنشطة الطلابية ولا يحبونها وهذا ما يؤثر النشاط بداخل المدرسة ؛ فإن المعلم أو (هؤلاء المعلمين) سوف يقومون بالتأثير على الطلاب بعدم المشاركة ؛ إن هؤلاء المعلمين يجهلون الأنشطة والخدمات التي تقوم بتأديتها ويقال مثلا ( فاقد الشيء لا يعطيه).

إن على مشرف النشاط الطلابي التنبه لذلك ومحاولة جذب هذا المعلم إلى الأنشطة المدرسية بطرق مناسبة مثل دعوتهم للحفلات التي تقام بالمدرسة أو دعوتهم أثناء المعسكرات أو الرحلات … الخ ؛ وكذلك بالنسب لأولياء الأمور بهدف إطلاعهم على ما تحقق لأولادهم من فائدة من هذه الأنشطة ، وهنا نقطة يجب إن يتنبه لها مشرف النشاط وهي حينما يتم دعوتهم فإنه لا يدعوهم إلا عندما يتأكد أن العمل الذي سوف يقدمه هؤلاء الطلاب لابد أن يكون قوياً و مفيداً أو يكون من إنتاجهم هم الطلاب في الوقت الحاضر و يكون موضع الإعجاب ؛ و إلا فإن حضور أولياء الأمور والمعلمين سوف يكون إساءة إلى هذه الأنشطة والله أعلم.

- عن طريق حل بعض المشكلات التي تواجه الطلاب:

إن الفتى في هذه المرحلة إذا أحس بوقوف معلمه إلى جانبه وأنه يقدم له العون والمساعدة تجاه المشاكل التي تواجهه فإنه بذلك سيحب هذا المعلم ويعمل معه في النشاط بتفاني وتألق ويستمع دائما إلى نصائحه وتوجيهاته وكذلك بالنسبة لأولياء الأمور إذا شعروا بأن هذا المعلم طيب الخلق ويساعد أولادهم فإنهم سوف يدفعون أبنائهم نحو المشاركة معه في النشاط .

- عن طريق الحفلات:

مثلا حفلات السمر التي تعقد في المدرسة بحيث تكون عامة لطلاب المدرسة لمشاهدة الحفلات على أن تكون قوية ومؤثرة وجذابة وتتناول أهداف الأنشطة الطلابية و للحفلات دور كبير في من حيث التأثير و الإقناع لعددا كبيرا نحو المشاركة في الأنشطة الطلابية.

- عن طريق المعارض:

إن قيام الناس بما فيهم المعلمين وأولياء أمور الطلاب بزيارة المعارض ومشاهدة ما أنجزه الطلاب من أعمال يجعلهم يقبلون على الأنشطة وذلك عن اقتناع كامل سواء بالتشجيع أو المشاركة الفعلية من قبل الطلاب.

- عن طريق تنمية الحي:

وهذه لها تأثير كبير على نفوس أهالي الحي فإن القيام بأداء احتياجات أساسية أو ضرورية للحي له مردود فعلي على نفوس أهل الحي مما يجعلهم يدفعون بأولادهم نحو الاشتراك في الأنشطة ومن الأعمال التي يمكن القيام بها في الحي مثلا:

1- عمل مركز للإسعافات الأولية.

2-عمل نادي يجتمع فيه شباب الحي بحيث يكون مشتملا على الألعاب المختلفة والأنشطة التي يرغب أهل الحي بممارستها.

3-عمل بعض المسرحيات الهادفة التي تتناول مشاكل أهل الحي وتطرح العلاج المناسب لكل مشكلة ويكون ذلك في مسرح المدرسة أو نادي الحي ويمكن عمل مركز لمحو الأمية في قرية أو هجرة ويساهموا طلاب المرحلة الثانوية في التعليم والتوعية.

- عن طريق عمل المسابقات و المشاركة بها:

إن من طبيعة الإنسان حبه للتنافس و الفوز و تحقيق الذات و عمل مثل المسابقات الثقافية والمسابقات الرياضية ( فمثلا سباق الجري وسباق الدراجات ومسابقات التفوق الكشفي ومهرجانات الأطفال ومسرح الشباب … الخ ) سوف تلبي مثل هذه الطموحات و الميول ؛وهذه المسابقات تكون على مستوى عام أي مفتوحة لجميع طلاب المدرسة بحيث تنظمها أحد المجالات وتقوم بالإشراف عليها.

- عن طريق تعليق الشارات والميداليات و الأوسمة والزي الموحد:

فيمكن تصميم أو عمل شارات أو ميداليات أو الأوسمة التحفيزية للطلاب المبرزين في الأنشطة بالمجالات المتعددة فمثلاً نلاحظ في النشاط الكشفي له نظام متكامل حول هذه الشارات فهناك شارات الجدارة و هي تشمل ( الكفاية والهوايات ) و هناك شارات للهوايات و يتحصل عليها الطلاب بعد قيامهم بأعمال استحقوا عليها هذه الشارات وفق النظام المعد لذلك كما أن الطالب عندما يرتدي الملابس متميزة مثل الزي الكشفي ويذهب إلى المنزل أو المدرسة أو أثناء التنقلات والزيارات والمناسبات فإن ذلك يلفت النظر إلى روعة هذه الملابس وكذلك الشارات والأوسمة والميداليات المعلقة على صدره أو في أماكن عرضها بالمنزل فهي تشبع بعض رغباته وميوله و طموحه الذاتي مما يجعله يقدم على هذه الأنشطة

- عن طريق نظام الطلائع أو المجموعات الصغيرة:

حيث إن النشاط الكشفي هي الوحيد الذي استطاع أن يتميز بهذا النظام و أنه قد استفاد من نظام الطلائع بشكل رائع مما جعلها تتميز عن باقي الأنشطة المختلفة ، وكما نعلم أن لنظام الطلائع فوائد كثيرة منها توزيع الأعمال على جميع الأفراد بالتساوي مما يساعد في الإنجاز السريع مع الدقة في العمل، وكذلك فإن جميع الأعمال تتم بصورة جماعية بين أفراد الطليعة.

إن نظام الطلائع يضمن لكل فرد في الطليعة والفرقة وضعه المناسب الذي يرضيه ومما يجعل النشاط متفوق دائما وفي تحسن مستمر ؛ كذلك فإنه يساعد على تنمية المهارات القيادية لدى العرفاء أو رؤساء المجموعات الصغيرة ، و في العادة تتراوح الطليعة أو المجموعة الصغيرة من 6 إلى 8 طلاب فقط بحيث لكل طالب في الطليعة أو المجموعة دور وعمل يناسب ميوله و قدراته و رغباته من مسؤوليات مثل (عريف الطليعة ، نائب العريف ، أمين السر، أمين الصندوق ، أمين المكتبة ، أمين العهد ، … ) و تعطى للطليعة مكان مخصص لمزاولة مثل هذه المهام و إقامة ناديهم أو معرض لهم وعمل التنافس بين الطلائع وهكذا …

- عن طريق تقليل المصاريف الشرائية:

وذلك بإيجاد بطاقات تخفيض مناسبة لكل طالب مشارك في الأنشطة وهذا يأتي عن طريق بعض المحلات التجارية وبواسطة العلاقات الإنسانية .

- عن طريق البرامج الهادفة من خلال التطبيق الجيد لمنهج المجال:

لقد كان المفهوم السابق السائد هو أن هذه الأنشطة تسمى بالأنشطة اللا منهجية وهذا مفهوم خاطئ كان سائد لا بد من السعي لتغيره و إثبات أن الأنشطة هي ذات هدف سامي ومحدد وبذلك يتحاج الوصول إلى هذا الهدف إلى طريقة وأسلوب سليم بواسطة مناهج مخطط لها و بالتالي فإن الأنشطة الطلابية هي في الحقيقة أنشطة لا صفية و لكنها منهجية تمارس داخل المدرسة أو خارجها؛ و من المعروف أن لكل مجال من مجالات الأنشطة مناهج محددة تتفق مع قدرات و ميول ورغبات الطلاب و ما يهدف له هذا المجال من أهداف خاصة على ضوء أهداف العامة للأنشطة الطلابية، ومن البرامج المقترح و التي قد تحقق بعض أهداف الخطة لهذا العام مثلاً أو لأعوام قادمة بعون الله تعالى القيام بزيارة المرضى في المستشفيات .. إلخ ..

- عن طريق التدريب على الهوايات:

فالهوايات مجال يساعد على تدعيم التربية العقلية وتنمية المهارات الفكرية فتساعده على اكتساب القدرة على الملاحظة والمقارنة والعمل لأنها ناحية عملية تطبيقية وتدربه على المثابرة والأناة والدقة والأمانة فضلا عن إنها تنمي مهاراته في استخلاص المعلومات من مصادرها الطبيعية (زهير غنيم، بدون ، ص17).والتدريب على الهوايات أمر مطلوب من قبل كافة المسؤولين عن الأنشطة فمن خلالها يتحقق تنمية و صقل المهارات و القدرات المتعددة للطالب بالإضافة لإكسابه احترام مبدأ العمل و تثمين يبذله الآخرين من أعمال. فإقامة الدورات المختلفة مثل دورات الحاسب الآلي وتشمل التعريف بالكمبيوتر وبرامجه وتطبيقاته وإقامة دورات مهنية في الميكانيكا والكهرباء والنجارة، وإقامة دورات في الآلة الكاتبة وغيرها وإقامة دورات رياضية مثل دوري كرة القدم – دوري كرة السلة ..الخ وبدون شك فإن مثل هذا التنوع سوف يكون له قدر كبير من الجذب للطلاب للانخراط في الأنشطة المدرسية.

- عن طريق تلمس بعض احتياجات المجتمع:

مثل مشرع هدايا العيد أو مشروع إفطار صائم …الخ حيث يتم تامين هدايا بسيطة لبعض الطلاب أو الأطفال بالحي والذين هم في حاجة لمثل كسوة العيد ويمكن كذلك تقديم بعض المساعدات للأسر في حي من أحياء المدينة أو القرية.ويكون جلب الهدايا أو الجوائز العينية أو المادية من بعض المحلات التجارية أو من الميسورين ماديا والتبرعات الشخصية بعد إجراء دراسة ميدانية علمية بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والخيرية لتلمس احتياجات بعض المناطق أو القرى .

- مشاركة الطلاب في وضع البرامج و الخطط للمجال:

وهذا مبدأ تربوي كبير إذ له من الأهداف التربوية والتعليمية الشيء الكثير فمن خلال ذلك يتعلم المبادئ الأولية في التخطيط و يعطيهم مجال واسع لوضع ما يرغبون من برامج وأنشطة ويسجلون ميولهم و رغباتهم و حاجاتهم و يضمن بذلك مشرف المجال مشاركتهم بشكل قوي في برامج و فعاليات ما خطط له من قبلهم و يكتسبون على أثر ذلك الكثير من المهارات القيادية المتميزة.

الرسول القدوة

الرسول القدوة
تمت الإضافة بتاريخ : 18/02/2010م
الموافق : 4/03/1431 هـ

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن وجود القدوة الحسنة في الحياة ضرورة لا بد منها، ليحتذى بها الإنسان ويكتسب منها المعالم الإيجابية لحركته في الحياة، سواء مع الله تعالى في أداء العبادات والفرائض، أو مع النفس وتزكيتها وتدريبها على الأخلاق الفاضلة، أو مع الأهل والأبناء داخل الأسرة من أجل بناء أسرة متماسكة، أو مع المجتمع من حوله في أمور الدين والدينا، وهكذا.

ومن أجل ذلك جعل الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة ونموذجًا يجسد الدين الذي أرسل به، حتى يعيش الناس مع هذا الدين ورسوله واقعًا حقيقيًا بعيدًا عن الأفكار المجردة، فكان هذا الرسول عليه الصلاة والسلام خير قدوة للأمة في تطبيق هذا الدين ليكون منارًا لها إلى يوم القيامة، يقول تبارك وتعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ)(1).

والرسول عليه الصلاة والسلام كان قدوة حسنة في مجالات الحياة المختلفة، ومن أهمها:

1 – أخلاقه في بيته:

لقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلق النبي صلى الله عليه وسلم حين قالت: (كان خلقه القرآن)، فانبثق سائر أعماله عليه الصلاة والسلام من هذا الخلق العظيم الذي أشار إليه القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وكان إظهار هذا الخلق واضحًا في بيته مع زوجاته وبناته، حيث كان يحدثهم بأطيب الكلمات وأرق التعابير، وكان يلاعبهم ويلاطفهم، ويدخل السرور إلى قلوبهم، ويعدل بينهم، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه)(2).

وتقول عنه أيضًا: (كان بشرًا من البشر: يفلي ثوبه ويحلب شاته، ويخدم نفسه)(3). يفعل هذا وهو نبي الأمة وقائدها، يريد أن يعلم أمته من بعده أن الإنسان مهما علا شأنه واسمه يجب عليه أن لا يتكبر ولا يتجبر، بل يحافظ على تواضعه وحلمه.

وكتب السيرة حافلة بمثل هذه الصفات الحميدة التي تميزت بها شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته بين أهله.

2 – أخلاقه مع الناس:

حيث كان عليه الصلاة والسلام على درجة رفيع من الخلق العظيم مع صحابته رضوان الله عليهم، فلم يكن يستعلى على أحد منهم، يقابلهم بالوجه الحسن المبتسم، ويكلمهم بأسلوب هادئ رزين، ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وكان يعامل الصحابة جميعًا معاملة واحدة، حتى يظن أحدهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعامل أحدًا بمثل ما يعامله من الرفق واللطف.

ثم إنه عليه الصلاة والسلام على يشاورهم في أمور الدعوة وفي الحروب، دون تمييز أو تفريق بينهم، عربًا كانوا أم عجمًا، فقد أخذ برأي سلمان الفارسي بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، وجعل بلالاً مؤذنه الخاص وهو حبشي.

ويجب أن يلتفت الزعماء والمسؤولون والتجار والعلماء والموظفون وسائر الناس إلى هذا الخلق النبيل الذي اتصف به الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجعلوه صفة دائمة في حياتهم مع الناس، فلا يتكبرون على عباد الله ولا يظلموهم ولا يغشوهم ولا يصعبوا أمورهم، فإن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الاقتداء بأعماله كلها، حتى يطمئن الناس إلى بعضهم البعض، وتزداد ثقتهم ببعض، فيزول من المجتمع البغض والكراهية، ويحل الوئام والمودة.

3 – أخلاقه مع الصغار:

تروي لنا السيرة النبوية نماذج من أخلاقه مع الصغار والأطفال وعطفه وحنانه عليهم، فكان عليه الصلاة والسلام يلاعبهم ويمازحهم، وكان لا يغضب عليهم ولا يضربهم، حتى أحبه جميع الصبيان والأطفال، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله)(4)، وكان عليه الصلاة والسلام يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول: (يا زوينب..).

وإذا أصاب أحد هؤلاء الصغار مكروه، تجد الرسول عليه الصلاة والسلام يبكي عليهم ويحزن لمصابهم، فقد رآه مرة سعد بن عبادة رضي الله عنه وعيناه تفيض دموعًا، فقال رضي الله عنه: يا رسول الله، ما هذا؟ فيقول عليه الصلاة والسلام: (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)(5).

4 – أخلاقه مع أعدائه:

لقد أدهشت العالمَ معاملة رسول الله صلى الله عليه مع أعدائه وهو متمكّن منهم، فلم يظهر في التاريخ أرحم منه مع أعدائه رغم ما كان يلاقيه منهم من الأذى والعذاب والتشريد، فعندما فتحت مكة، ودانت للدين الجديد القبائل والوفود، وصار جميع الأعداء الذين كانوا يحاربونه بالأمس ويحاربون دعوته تحت يده وتصرفه، نادى فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء)(6).

وعندما ذهب إلى الطائف لعله يجد من ينصره هناك، استقبله بنو ثقيف بالطرد ولحقه صبيانهم بالحجارة والشتائم، حتى أدميت قدماه، جاءه ملك الجبال وقال له: إن إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال عليه الصلاة والسلام: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)(7).

وما أحوج الناس إلى هذا الخُلق العظيم، في هذا العصر المتلاطم الأمواج، حيث حلّت الوحشية محل الرحمة، والرذيلة محل الفضيلة، والنفاق محل الصدق والإخلاص، وجميعها معاول هدم ودمار على العالم، والمشاهد المأساوية التي نعاينها على مدار الساعة، ما بين القتل والتشريد والحرمان والفقر في العالم هي من نتائج غياب هذه الأخلاق والقيم التي جاء بها رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المصدر : ينابيع تربوية

القدوة أفضل وسيلة لغرس القيم في نفوس الأبناء

القدوة أفضل وسيلة لغرس القيم في نفوس الأبناء
تمت الإضافة بتاريخ : 18/02/2010م
الموافق : 4/03/1431 هـ

تلعب القدوة دورا بالغ الأهمية في مجال التربية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأبناء والأسرة هي المعين الأول، الذي تتشكل وتتحد فيه معالم شخصية الطفل فهي التي تغرس لديه المعايير والقيم الدينية والأخلاقية التي يحكم بها على الأمور، ومدى شرعيتها وصحتها. ومن هنا تأتي خطورة دور الأسرة ومن الضروري أن يكون النموذج الذي يقتدي به الطفل نموذجا صالحا يعبر عن تلك القيم والمعايير لا بالقول فقط أو بالدعوة والإرشاد إليها، بل يجب أن تتمثل تلك القيم في سلوك الوالدين.

فالملاحظ الآن افتقاد القدوة النموذجية داخل بعض الأسر الأمر الذي ينذر بالخطر، وفي هذا التحقيق يوضح علماء علم النفس والاجتماع ورجال الدين أهمية القدوة وتأثيرها على الأبناء.

تؤكد الدكتورة فايزة يوسف رئيسة قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس أن القدوة الحسنة هي أفضل وسيلة نستطيع بها أن نعلم أبناءنا السلوك الإيجابي وتقول: الوالدان لديهما اعتقاد خاطئ بأن الابن ينمو بطريقة تلقائية جسديا واجتماعيا ونفسيا ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية أن على الآباء تعليم الأبناء بطريقة ايجابية تبتعد عن النصح والإرشاد وتقوم على تقديم القدوة والصورة المثلى لأبنائهم من خلال الالتزام في أفعالهم وسلوكياتهم.

والطفل في مرحلة الطفولة المبكرة تكون لديه مجموعة من السمات تؤهله لاستقبال كل سلوك إيجابي والعمل به وحين يشب وهو يرى سلوكيات الوالدين تدعو إلى البر والتقوى والإحسان والرحمة والتكافل، لن يتردد في تقليد هذا السلوك لكن حين يلجأ الوالدان إلى النصح والإرشاد فإن الابن ينفر من ذلك ويبتعد عن كل ما يقال له.

ولا تقتصر عملية تعليم السلوكيات والأخلاق الحميدة للأبناء على الأسرة بل إن المناهج الدراسية يجب أن تنمي ذلك داخل الطفل والقرآن والسنة النبوية والحياة العامة زاخرة بقصص التضحية والعطاء والبر والأمانة.. والقصة أسرع وسيلة ننقل بها ما نريد إلى عقل الطفل. وكذلك فإن وسائل الإعلام عليها هي الأخرى أن تدعم هذه السلوكيات ولاسيما التليفزيون.

حد فاصل للقيم

وتشير الدكتورة عزة فتحي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس إلى أنه في مرحلة الطفولة المبكرة دائما ما يقوم الطفل بعقد مقارنة بين ما يقال له من قبل والديه وبين سلوكهما الفعلي فإذا لاحظ الطفل وجود تناقض بين ما يقال له وما يفعل فإنه يصاب بحالة من الاضطراب النفسي والتمزق ويفقد كذلك القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ.

ومن هنا فإن على الوالدين مراعاة اتفاق أقوالهما مع أفعالهما خاصة في هذا العصر الذي يتسم فيه الطفل بنسبة ذكاء عالية جدا تمكنه من الملاحظة الدقيقة وعقد مقارنة بين الأقوال والأفعال ومدى التطابق بينهما ثم يقوم من خلال النتائج التي يصل إليها بعمل نموذج خاص به للمثل والأخلاقيات التي سوف يلتزم بها في حياته.

وتضيف الدكتورة عزة فتحي وتقول: على الوالدين أيضا أن يقوما بوضع حد فاصل للقيم فالكذب هو الكذب ولا توجد له درجات أو ألوان أو مبررات، والأمانة أمر لا بديل عنه تحت أية ضغوط واحترام الكبير وبره واجب، والتفوه بالألفاظ السيئة مرفوض مع توضيح أهمية التزام الإنسان بالسلوك الحسن الطيب وكيف يقربه ذلك من المولى عز وجل.

والوالدان عليهما أن يحرصا على تقديم القدوة الحسنة لطفلهما فلا يصح أن ينهيا أبناءهما عن سلوك ويرتكباه هما.

تطابق القول والفعل

أما الدكتور أحمد محمود كريمة: أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر فيقول: نظرا لأهمية التربية السليمة للأبناء، وآثارها في حياة المجتمع الإسلامي فان الإسلام لم يترك تنظيم التربية للناس، يصنعونها كيف يشاءون ويشرعونها كما يحلو لهم بل جعل التربية، تقوم على مرتكزات عقائدية وعملية وسلوكية.

ولقد نبهت الشريعة الإسلامية إلى أن نشأة الأطفال في أسر متوازنة مستقرة أهم عامل في التربية السليمة ويتأتى هذا من تطابق القول والفعل وتوافق إرشاد الوالدين لأبنائهما مع السلوك الذي يقومان به فليس من المعقول أن يتفوها بالألفاظ القبيحة وينهيا أبناءهما عنها أو عن ارتكاب العادات القبيحة وهما يفعلانها وهذا كله محرم شرعا وداخل تحت قول المولى عز وجل: (لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)، وقوله سبحانه (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).

ولرب الأسرة أهمية بالغة في حياة أسرته وقد صور الإسلام رب الأسرة وموقعه من أسرته أحكم تصوير فكما في المأثور (الشيخ في أهله كالنبي في أمته أو قيل في قومه) إن عليه أن يرشدهم السبيل الصحيح ويحثهم على الالتزام بكل ما أمر به المولى.. والحقيقة أن قوامة الرجل في بيته وتربية الأم لأبنائها يجب أن يتحقق فيها معنى القدوة التي يجب أن تقوم على الصدق والأمانة والمثابرة والمتابعة.

إن مصداقية وموضوعية التربية للأبناء مسؤولية وأمانة يسأل عنها الوالدان يوم القيامة (كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، فالرجل في بيته راع ومسئول عن رعيته) والمسؤولية هنا كاملة لا تقتصر على تغذية وستر الأبدان بل وتغذية العقول وتقويم السلوك وليس بمجرد الأقوال فقط بل بحسن الفعل فذلك أدعى للامتثال والالتزام والاقتناع من قبل الأبناء بكل ما يرشدهم إليه الوالدان.

ويجب أن تعلم أن الإسلام قد سبق وفاق النظم التربوية في التأديب العملي لأطفال اليوم وشباب الغد فهو يجعل التوجيه الصادق متوافقا مع تطبيق المؤدب (الأب والأم).. والذي عليه تقع مسؤولية إيجاد القدوة الصالحة داخل الأسرة، حتى لا يفتقدها الأبناء.

أسس التربية الصحيحة

ويقول الدكتور الحسيني يوسف عبد العال الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الإسكندرية: الطفل ينمو في الأسرة المكونة من أب وأم يستقي منها قيمه وأخلاقه وسلوكياته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حث الوالدين على الاهتمام بأبنائهما ورعايتهما وتربيتهما على أسس التربية الصحيحة والتي تبدأ منذ اللحظة الأولى للميلاد وذلك بالأذان في الأذن اليمنى للمولود عقب ولادته مباشرة وبالإقامة في أذنه اليسرى.

ثم يكون على الوالدين بعد ذلك تقديم القدوة والأسوة الحسنة له، وما أن يصل سن السابعة حتى يبدأ تعويده على الصلاة كي ينشأ على حبها والتعلق بها والمولى سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)، وقال على رضي الله عنه: (علموهم هذبوهم).

وقال الحسيني (أأمروهم بطاعة الله وعلموهم الخير) وكل ذلك يمكن حدوثه حين تتطابق أقوال وأفعال الوالدين أمام أبنائهما، وحين يلتزما بحدود الله، لأن أبناءهما عندئذ سوف يلتزمون مثلهما ولقد حث رسول الله صلي الله عليه وسلم على الصدق في كل الأمور حتى وان بدت بسيطة. <

فقد دخل صلى الله عليه وسلم على امرأة وهي تقول لولدها هات (خذ) فقال: أتعطينه؟ فقالت: لا.. قال: لو لم تعطه فإنها كذبة إن التربية جزء من الأمانة التي حملها الإنسان على نفسه يقول تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولا) ومن الأمانة تربية الأبناء على ما رسمه الله لنا في كتابه الحكيم، وعلي سنة نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم.

مطلب تربوي وديني

يقول الدكتور.محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: من الأسس التربوية وهي في نفس الوقت من أسس أحكام الشريعة الإسلامية أن يكون الأب صادقا في تصرفاته وأقواله وكافة سلوكياته مع نفسه أولا، ومع الناس عندما يتعامل معهم.

ومن المعروف أن الطفل ينشأ متأثرا بما يدور حوله من أقوال وأفعال وتصرفات فإذا رأى التناقض من قبل من يتولون تربيته فقد الثقة فيهم في كثير من الأحيان، ولهذا فإن الوالدين عليهما تقديم القدوة الحسنة، حيث إن سلوكهما يعد كذلك، عنوان ما يراد غرسه في نفوس أبنائهما، فإذا كان السلوك من قبلهما مستقيما مطابقا لنصائحهما وإرشادهما أدى ذلك إلى تحقيق الهدف المطلوب من التربية السليمة للأبناء.

أما إذا كان هناك تناقض بين النصائح التي تقدم للأبناء وما يحدث في الواقع من أفعال فلا يجب عليهما أن ينتظرا الثمرة المرجوة من تربية أبنائهما.

وكما ذكرنا فان هذا الأمر ليس تربويا فقط، إنما هو مطلب ديني والوالدان مسئولان عن التنشئة الصالحة لأبنائهما، فإذا أحسنا تربيتهم بقصد تهيئة الفرصة لهم لإتباع الطريق المستقيم في معاملتهم مع الله ومع الناس كان لهما ثواب من الله على هذه النية، وهذا القصد وهذا العمل التربوي، وإذا تهاونا في التربية الصحيحة لأبنائهما.

ومن ذلك التهاون حدوث التناقض بين الأقوال والأفعال فان ذلك يشكل معصية لله سبحانه، ذلك لان التقصير هنا يؤدي إلى فتح أبواب الانحرافات بصورها وألوانها المختلفة والمتعددة ولعل أكثرها شيوعا هو ترسيخ صفة الكذب عند الأبناء حتى لا يشعروا بأية غضاضة عند ممارستها والكذب كما هو معروف من أقبح الصفات التي نهت عنها الشريعة الإسلامية.

يقول تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فان الكذب يهدي إلى الفجور ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).

إن الوالدين مسئولان عن أبنائهما منذ الصغر حتى يشب الواحد منهم مطيعا لله عز وجل محسنا في سلوكه وتصرفاته تجاه الآخرين.

المصدر : ينابيع تربوية

مجموعات فرعية

.